وأكملَ شهرهُ الثاني

IMG_1617

الابتسامة الساحرة! هي أكثر ما أحبهُ هذا الشهر، رؤيته يبتسم حين أناديه أو اتحدث معه تجعل الوقت يمر دون أن أشعر، بات واضحاً الآن أنه يرى الوجوه وربما يتذكرها أيضاً، لاحظته أكثر من مرة ينظر إليّ من بعيد ويتابع حركتي وحين اقترب منه يخرج لسانه الصغير من بين شفتين ضاحكتين، إنها أمي!

لا يستطيع أوّابي الحفاظ على رأسه متزناً بالرغم من محاولاته البائسة في رفعه كلما وضعته على بطنه، وفي المقابل قبضته ازدادت قوة ماشاء الله، إنه لا يفوت فرصة الإمساك بأي شيء قربه وإحكام قبضته عليها، حتى جوانا تستمتع بذلك 🙂

مازلتُ كما كنت أدعم الرضاعة الطبيعية، خلال هذا الشهر لاحظتُ صغيري يرغب بالرضاعة دائماً وأعنيها حرفياً! ومعه ازداد افراز الحليب وصار من الصعب جداً أن أتركه لعدة ساعات، الخطة بسيطة (الرضاعة عند الحاجة) بمعنى أني انتظر أي علامة تدل على أنه جائع لأُطعمه، هكذا فقط! يبدو الأمر بسيطاً؟ أبداً، إنه ليس كما يبدو! تقريباً أرضعه كل ساعة لمدة عشرة إلى خمسة عشر دقيقة، بالتأكيد أتمتع بذكاءٍ كافٍ يجعلني لا أوقظه حين ينام لمدة تزيد عن ثلاثة ساعات لأسأله إن كان جائعاً أم لا، غالباً في هذا الوقت أبحث أنا عن الطعام بينما استمتع بمشاهدته نائماً بسلام

وبالحديث عن السلام دعوني أحدثكم عن المهمة المستحيلة، وهي النوم ليلاً مع طفلين! يستيقظ أحدهما ولاشعورياً يستيقظ الآخر ويبدأ تحدي من ينام أولاً قبل أن ينادي المنادي لصلاة الفجر، المُضحك في الأمر أني أُرضع أوّابي وأغير حفاضاته في نفس الوقت الذي أقوم فيه بالطبطبة والغناء لجوانتي التي تصرخ لمجرد الصراخ وأنا شبه نائمة بل ومغمضة العينين! وعندما يغطا الاثنان في النوم تستيقظ جميع خلايا جسدي فجأة واتسمر في مكاني بعينين مفتوحتين كالبومة، أتأمل الفراغ الأسود حتى إذا ما داهمني النعاس وهممتُ بإغماض عيني يستيقظ أحدهما ثم يستيقظ الآخر ثم يعود الفيلم ذاته من جديد 🙂

كمية الأسى التي تجتاحني هذه الأيام بسبب الحساسية التي ظهرت في وجهه تكاد تقتلني، كم هو مؤلم أن أُمسك وجنتيّ طفلي لأجدهما جافتين تماماً ليستا بنعومة بشرة الأطفال التي يتغنى بها الجميع، لعلها إكزيما البشرة الدهنية أو مايُعرف بـ (Seborrhoeic dermatitis ) الذي يجعل البشرة جافة وخشنة ومليئة بقشور سميكة صفراء ملتصقة وهي منتشرة في خدّيه، خلف أذنيه، أسفل ذقنه وعند الحواجب،  أظن أن الجو الجاف هذه الأيام له دور في ظهورها، أكتفي باستخدام كريم (ليبوبيز) لخمسة أو ستة مرات يومياً، طلبتُ جهاز ترطيب الجو من أمازون ومازلتُ انتظر وصوله لعله يُساعد في تحسّن الوضع بإذن الله

 قد تبدو حياة الأمهات صعبة وهذه كذلك فعلاً! إلا أنها مليئة بالسعادة، عندما يولد طفل تُولد أم تعيش معه الحياة من بدايتها، يتعلم منها ومعها ويرى فيها روحه ومستقبله، إنها مشاعر قد لا تعيها من لم تتذوق حلاوة الأمومة بعد، اعتذر لكل قارئة في مدونتي كتبت تعليقاً تقول فيه (كرهت الحمل)، (كرهت الولادة)، (كرهت الأطفال والحياة الصعبة) وغيرها من العبارات المتوقعة من أي كائن يرغب بحياة مريحة، ولهذا أردتُ التأكيد على أن الراحة موجودة في ابتسامة طفل، في يدٍ صغيرة تلتفُّ حول سبابتك، في مناغاة بريئة بلغة غير مفهومة ولكنك تشعرين أنها تقول: سأرد لكِ هذا الجميل يا ماما 🙂

دمتم بخير

13 رأي حول “وأكملَ شهرهُ الثاني”

  1. ماشاء الله عَلَيْكِ الله يخليهم لك ويحفظهم من كل سوء
    اما النوم مع طفلين ههههه صعبه مثلك تماما خاليه أتخيل شكلك تغيري بيد وتبطبي بيد
    حاولي تعودي جوانا تنام مع صوت القران او تراجعي مها السورة اللي حفظتها بالمسجل ومعها كمان اخوها هههه وترتاحي إنتي ،،،بالنسبة للحساسية حربي زيت السمسم مفيد جدا لبشرة الاطفال ،،،
    اكثر ما يعجبني فيك دعمك للرضاعة الطبيعية وماشاء الله عليكي كيف تعرفي انه طفلك جائع أو غير جائع لانه في بعض الأحيان الطفل لايرضع بل للعب فقط وهذا الشئ لاحظته في طفلي وخاصة لمن يكبر بعد السنه أغلب الأوقات للعب وأظنك ستلاحظين كذلك ،
    أظن ان كلامي مافي شئ مفيد بس حبيت أرد عليكي من أجل أن تستمري في كتابه المدونه ولأنك مميزة وتعجبني كتابتك

    1. شكراً لتعليقك، بالعكس مفيد وحمسني للكتابة 🙂
      بالنسبة لزيت السمسم بأعطيه تجربة ثانية إن شاء الله، حالياً استخدم زيت الزيتون وطيب مرره
      أما حكاية كيف أعرف إنو جيعان غالباً اذا حطيت اصباعي جنب فمه يحاول يمسكه بسرعة كمان أواب من النوع اللي يمص يده إذا جاع، وعلى قولك بعد السنة فعلاً الرضاعة تكون للعب بس ههههه أيام جوانا غالباً بعد سنة كانت ترضع اذا كانت نعسانة بس 🙂

      دمتِ بخير

  2. بسم الله عليه
    ماشاءالله تبارك الله ربي يحفظه ويحرسه
    اسأل الله تعالى أن يكون من مواليد السعادة
    ومن حفظة كتابه الكريم وأن تقر
    عين والديه برؤيته ولدٍ صالح
    وارزقهم بره
    وان شاءالله يتربى في عز وكنف والديه

    ,ماشاءالله عليك

    تنظيم روعه ومدونة جميل جدآآآآآآ

    وحافل بكل ماهو مميز وجميل

    تستاااهلين التقييم

    والختم

    وتسجيل الاعجاب

      1. صباح الخير يالغالية

        واسف يالغالية على عدم التوضيح مسبقا

        هذا ما اقصده شوفي الصوره:

        1. آسفة فعلاً كانت في حاجة غيرتها زمان ونسيت أرجعها، دحين عدلتها، ادخل اللينك تاني وأتأكد تفتح الصفحة ولا لأ إذا سمحت :$

  3. أعتقد من طريقة وصفج للقشور الصفراء انها cradle cap بنتي طلع لها في فروة راسها وخلف اذونها وفي حواجبها، لكن مو عالخدين والذقن لا، خفت استعمل كورتيزون ع راسها وهي شهر بس مثل ما نصحني دكتور /-: فكنت استعمل مرطب غني جدا عالقشور من مرة لثلاث مرات فاليوم (لا زيت زيتون ولا غيره نفع في انه يلينهم) وبعدين كنت استعمل مشط لازالة قشور راسها اللي لانت وكانت تنفصل بسهولة ، مرات كنت اسوي هالعملية تحت الماي واللي ماينشال ماكنت اغصبهم ، ومهم بعد الازالة الترطيب مباشرة ولا راح يتكونون مرة ثانية! واللي ورا الاذون كنت امسحهم بالفاين.
    تميت اسوي هالشي ع مدى عدة شهور وبالتدريج تخلصت منهم كليا (؛
    بس تاكدي انهم “كريدل كاب” لان لو قشور مختلفة دوري على حل ثاني خخ

    والله يعينج عالرضاعة ~.~

    1. اللي بتقولي عليها جات في بنتي فعلاً كانت كأنها كاب أو قبعة في فروة الراس، بس راحت مع زيت الزيتون والمشط كل يوم
      بس هده حساسية تانية الحمد لله دحين بتخف مع الترطيب 🙂

      شكراً حبيبتي على تعليقك

  4. ماشاء الله عليك فاتن انتي ام رااااااااااااااائعه وانا تعلمت منك الكثير ماشاءالله عليكي

    حبيتك من كلامك كتاباتك تجربتك بالحمل والولاده ذكرتيني بكل لحظه عشتها مع ولاده ابني

    استمري واستمري واستمري

    بس يا عسل ياليت تسويلك حساب بالانستغرام ولا السناب شات بجد كلامك يدخل القلب ومفييييييييييييد

بانتظار تعليقك :)

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.