كنترول إس لفلوسك

بداية تعريف المال في اللغة هو (كل ما يقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل) وكما عرّفه الفقهاء فهو (ما يميل الطبع إليه ويمكن حيازته والانتفاع به) فكل ما خالف الطبع كالميتة والدم ليس بمال ، وما لا يمكن حيازته كالعلم والصحة أيضاً ليس بمال ..

والناس من الناحية المالية على ثلاثة أنواع :

١/ نوع اصرف  ما في الجيب تركب أحلى سيارة جيب <<< مقولة مقتبسة من التعليقات للأخ حمؤدي 😀

٢/ نوع يموت من الجوع ليقتل ورثته بالتخمة

٣/ ونوع يؤمن بأن كثير المال تصلحهُ فيبقى ولا يبقى الكثيرُ مع الفسادِ

أتحدث هنا كطالبة جامعية ليست موظفة ولا ربة أسرة ولا هم يحزنون ، مسؤولة فقط عن نفسها ، فإن مصروف شهري بحدود ١٥٠٠ ريال كحد أعلى هو أكثر من كافي لتحقيق رغباتها إذا استغلتها الاستغلال الأمثل .. فقط بتكتيك بسيط يُسمى (ادخار) !

أهم سؤال تطرحه على نفسك : لماذا أدخّر ؟ إذا لم تكن بحاجة للإدخار فأنت في غنى عن هذا التكيتك ! عندما تجد نفسك تدخر من مصروفك شهرياً ١٠٪ وأنت لا تملك دافعاً ولا هدفاً تنوي الوصول إليه فأنصحك تستريح وخليك من النوع الأول الين تعرف إن الله حق أن تقوم بعمل ما وأنت تعلم لماذا تقوم به حينها فقط سوف تستمر وفيما عدا ذلك ستتكاسل وتلغي الفكرة !

ضع هدفك بالمقلوب !

عندما تقرر شراء شيء لا تقل سأفعل كذا وكذا لأحصل على كذا ، حمّس نفسك وقل أريد أن أحصل على آي ماك لذلك سأفعل كذا وكذا 🙂 وجود الهدف أمامك يهوّن العقبات ولكن العكس ليس بصحيح ..

خطط خطط خطط !

بدون تخطيط أنت شوربة ، بعد رؤية الهدف جيداً خطط كيف تصل له ، كم تحتاج من المال والوقت والجهد للوصول ؟ ما مدى أهميته ؟ إن كنت مستعجلاً فأنت بحاجة لزيادة دخلك بطريقة ما ، وإن كان لديك متسع من الوقت فأنت بحاجة إلى تقليل مصروفاتك .. انظر على سبيل المثال إلى أفراحنا يُخطط لها قبل قيامها بأشهر وأحياناً سنة من حجز القاعة إلى حجز الدقاقة ! بقدرة قادر نحترف التخطيط عندما نقيم مناسبة ! أجل ياخي اعتبر مستقبلك مناسبة وخطط له !

سلفني وألاعبك !

لا للسلف لا للدين ، بقدر المستطاع حاول الابتعاد عنها ، أن تحمل هم رغبتك في شراء ما تحتاجه أهون بكثير من حملك هم دّين على عاتقك ! وكمان عن الفزعات اللي مالها داعي وتجيني تسلّف فلان وعلاّن ، أنا لستُ ضد الخير ولكن قبل المساعدة تأكد أن هذا الشخص بحاجة ماسة إلى المال فعلاً وإلا تحمّل مشروع (سلفني وألاعبك) !

ما لاتملك قيمته فأنت لا تحتاجه

من المهم جداً التفريق بين كلمتين وهما الحاجة والرغبة ! فكلنا بحاجة للملابس ولكننا نختلف في رغبتنا لمسايرة الموضه ، وقد قالوا : (إن الذي يشتري ما ليس في حاجة إليه ، يسرق نفسه) ! هناك أولويات قبل شرائك لأي سلعة ضعها في إحدى أربعة تصنيفات (حاجة وعاجلة – حاجة وغير عاجلة – رغبة وعاجلة – رغبة وغير عاجلة) فمثلاً الكتاب الجامعي يُعتبر حاجة وعاجلة لمراجعة الدروس وتثبيت المعلومة ، بينما كتاب ثقافي هو حاجة لإثراء ثقافتك ولكن يمكنك شراءه بعد شهرين مثلاً ، شراء فستان سهرة لمناسبة مفاجئة بعد يومين هي رغبة عاجلة ، بينما شراء فستان لأن فساتيني كلها قديمة هي رغبة غير عاجلة وما لها لزمه باي ذا وي

خبّي لك ١٠٪

ادخر ١٠٪ من مصروفك الشهري وضعه في حساب بنكي مستقل وضيّع بطاقة الصراف حقته 🙂 ولازم تكون عارف ليش بتدخرها ؟ اذا انقطع مصروفك لظرف ما فأنت بحاجة لما ادخرته ، اذا حبيت تحفظ ماء وجهك من الشحته فأنت بحاجة لما ادخرته ، اذا بتعمل حفلة بدون ازعاج (أبوي أمي أبغا فلوس) فأنت بحاجة لما ادخرته ، إذا حابب تفتح الأبواب وتمشي أمورك فغالباً ستحتاج ما ادخرته المهم أن تعرف لماذا تدخر

لا تملك الدنيا !

بشتى الطرق حاول التقليل من التسكع في السوق وتصفح جديد المنتجات والكاتلوجات فذلك يعطيك انطباع داخلي بأنه ينقصك الكثير بينما في الواقع لستَ كذلك ، وأهم نقطة لا تذهب للسوبر ماركت وأنت جاااائع ! لأنك ستشتري السوبرماركت بأكمله مع أن قطعة صامولي كانت كافية !

كيف أتسوق ؟

(هذه الفقرة بأكتبها بصيغة نسائية عشان اتحمس مع إنها تنفع للتماسيح برضو)

عزيزتي أصحِك تذهبي للسوق بدون قائمة بها مشترواتك وللآيفونيات الحلوات جربوا دا الأبلكيشن (iList) ، ما يحتاج يكون عندك شنطتين بنفس اللون ، اشتري حذاء من أماكن ممتازة وإن غلت أسعارها فغالباً تدوم معك فترة أطول ، يكفيكي عطر واحد وجوال واحد وعباية وحده ونظارة وحدة وبعد ما تحللي أبوهم جيبي غيرهم ، تجنبي الماستر كارد وربعها لأن استخدامها سهل جداً ، احملي في محفظتك مبلغ مناسب لقائمة مشترياتك فقط ولا تزيدي عليه ، إن كان خروجك للسوق مجرد دعوة لصحبة الأهل فلا تحملي في محفظتك أكثر من ٣٠٠ ريال والزمي بيتك أصرف، لا تصيري بنت الشربتلي ما تشتري إلا ماركة عالمية ، لا تتسوقي مع من يحمسك على الشراء (ريكس خلي بالك على دا السطر ) ، أسألي نفسك ألف مرة بعد المليون هل أحتاجه الآن ؟ إن كانت إجابتك بـ لا فانتظري الين يطيح سعره ولاحقين عليه ، تجنبي السلع الموضوعة في الواجهة وابحثي في الأطراف والمستخبي ستجدين أسعارها معقولة ، لايغرك كلام البايع وترويجه اسحبي عليه ، وأهم شي لا تنسي دعاء دخول السوق (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي قدير) وحاولي تغمضي عينك شوية في بعض المحلات

محد قال السفر فرض عين !

مشكلتنا الأزلية هي كلمة (طفش) ، (بطّت تشبدي وفي رواية تسبدي) ، وبالحجازي (اتفقعت مرارتي وطق فيني عرق !) عبارات لا تودي ولا تجيب لكن المقصد منها بشكل غير مباشر (أبغا أسافر) ، بأنفسنا جعلنا السفر ضرورة وأصبحت جملة مثل (تصدق يا شيخ ليا سنة ما سافرت) هي جملة مفيدة ! يابن الحلااال عايدي جدو له عشرة سنين ما سافر والابتسامة تشق وجهه ، ليس المقصد تحريم السفر ولكن التخطيط له بشكل جيد ، جميل اكتشاف أرض الله الواسعة والترويح عن النفس ولكن بضوابط ، لا تستدين لمجرد السفر ولا ترهق حسابك المصرفي لمجرد السفر ولا تسافر لمجرد السفر ! كـ حل لذلك افتح حساب خاص للسفر تضع به مبلغ معين في أوقات متفاوتة وحين يصل الحد الذي يسمح لك بالسفر اتوكل عالله والقلب داعي لك ..

لا تتفشخر !

لستَ مضطراً لعزيمة أصدقائك كل يوم ولا كل أسبوع حتى ! لستِ مضطرة لجلب أغلى هدية في العالم لأجل صديقتك ! لا داعي لامتلاك جهاز ماكنتوشي إن كنت مقتنعاً بروعة الويندوز ! أن تملك سيارة بأربعة كفرات ودركسون ومقاعد ومكيف فأنت في نعمة عظيمة ! ارتدائكِ أحدث الموضات لا يُظهر بالضرورة أناقتك ! يكفيك من الجوالات ما يسهل استخدامه عن آخر الصرعات ! لا تصير قييك بزيادة ! اعزم في مطاعم على قدك وعزيمة في الشهر تكفي!

جمعيتك مع نفسك

الجمعيات الشهرية عبارة عن اتفاق مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ معين كل شهر ويستلم أحدهم المبلغ الإجمالي كل نهاية شهر بالترتيب ، طريقة مفيدة أحياناً ولكن لا أنصح بها إلا لو وثقت بجميع المساهمين ويترأسهم شخص حازم تجنباً للمشاكل التي قد تحصل ،  ويمكنك الاستغناء عن ذلك بـالـ ١٠٪ التي تحدثت عنها مسبقاً ، يعني بالمختصر سوي جمعيتك مع نفسك وحدد لك شهر واستلم فيه المبلغ الإجمالي 🙂

لا تشد الحزام على الأخير

النصائح الآنفة الذكر لا تعني أن تبخل على نفسك بخل العم ذهب ! خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود عبارة لا تآخذ بها ! قد يتأخر اليوم الأسود وقد لا يأتي ! تمتع بحياتك بين الفينة والأخرى ، اشتري بما ادخرته رغبة من رغباتك وإن لم تكن لك بها حاجة ، كافئ نفسك فإن لنفسك عليك حقاً ، وتأمل هذه العبارة : (لا تدخر ما يتبقى بعد الإنفاق ، بل أنفق ما يتبقى بعد الادخار)

ما نقص مال من صدقة

آخر نقطة وأهمها على الإطلاق هي الصدقة التي تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء وتذكر دوماً الحديث (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : وأعط ممسكاً تلفاً) وأفضل الصدقات ما خُفيت وما كانت في وقت الصحة والقوة ، وللصدقات الجارية أجر عظيم جداً تبارك في المال وتطهره ، وتعس قومٌ أضاعوا على أنفسهم أجر عظيم كهذا 🙂

أخيراً

وكما قال المستشار سلمان الشمراني (قاعدة الثراء : انفق أقل من دخلك وبيض الله وجهك) <<< المختصر المفيد

وهذه مدونة أنصح بمتابعتها لمن يهمه هذا الموضوع 🙂